اخبار الإتحاد

بيان الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين حول تدهور حرية الصحافة في المناطق المحررة

يُعرب الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين عن قلقه البالغ إزاء التدهور المستمر لحرية الصحافة والانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها الصحفيون في المناطق المحررة باليمن خلال الفترة الأخيرة. لقد أصبحت هذه المناطق، التي كان يُفترض أن تكون ملاذاً للحريات وحقوق الإنسان، مسرحاً لممارسات قمعية تستهدف الأصوات الصحفية الحرة، مما يهدد بشكل مباشر دور الإعلام في نقل الحقيقة وتعزيز الشفافية.

شهدنا في الساعات الأخيرة حالة جديدة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات، حيث تعرض الصحفي عماد مهدي الديني، رئيس تحرير صحيفة “أخبار حضرموت” ومدير تحرير موقع “مراقبون برس”، لاعتقال تعسفي فجر اليوم الخميس في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت. فقد اقتحمت قوات أمنية منزله دون إشعار مسبق، واعتدت عليه أمام أسرته قبل اقتياده إلى جهة مجهولة. يأتي هذا الاعتقال بعد انتقادات وجهها الصحفي للسلطات المحلية بشأن قضايا فساد، مما يكشف عن نمط متكرر من استهداف الصحفيين بسبب مواقفهم الناقدة.

إن هذه الحادثة ليست استثناءً، بل تعكس واقعاً مؤلماً يعيشه الصحفيون في المناطق المحررة، حيث تتزايد حالات الاعتقال التعسفي، الاحتجاز دون تهم واضحة، والترهيب بهدف إسكات الأصوات التي تسعى لكشف الحقائق. كما تُظهر هذه الممارسات تراجعاً خطيراً في احترام حرية التعبير، التي تُعد ركيزة أساسية لأي مجتمع يطمح إلى العدالة والديمقراطية.

يُدين الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين بأشد العبارات هذه الانتهاكات، ويطالب السلطات في المناطق المحررة بالإفراج الفوري عن الصحفي عماد الديني وجميع الصحفيين المحتجزين تعسفياً، وضمان سلامتهم الجسدية والنفسية. كما يدعو إلى فتح تحقيقات شفافة ومحايدة في كل حالات الاعتداء على الصحفيين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال التي تنتهك القوانين الوطنية والدولية لحقوق الإنسان.

إن استمرار هذه الممارسات القمعية لا يقوض حرية الصحافة فحسب، بل يُضعف جهود بناء السلام والاستقرار في اليمن، حيث يلعب الإعلام دوراً حاسماً في تعزيز المساءلة والشفافية. وعليه، يناشد الاتحاد المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإعلامية بالتدخل العاجل للضغط على السلطات المعنية لوقف هذه الانتهاكات، وحماية الصحفيين الذين يدفعون ثمناً باهظاً لالتزامهم بمهنتهم النبيلة.

صادر عن الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى